نور الشمس
عدد الرسائل : 1153 الاوسمة : تاريخ التسجيل : 29/03/2008
| موضوع: (رساله لكل ام) الجمعة مايو 02, 2008 3:28 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم به أبدأ وبه أستعين لقد وضع علماء الإسلام تجارب أمهاتهم في نشأتهم وتربيتهم , حتى نكاد نرى إجماعا أن المرأة هي صانعة الرجال , حتى قال بعضهم : فلا تكاد تقف على عظيم ممن ذلّت لهم نواصي الأمم , ودانت لهم الممالك , وطبَّق ذكرهم الخافقين , إلا وينزع بعرقه وخلقه إلى أمّ عظيمة , ومن ثمّ نرى أن الأمة الآن تفتقر إلى الرجال الذين تربوا ونشأوا نشأة صحيحة , ولذلك نرى العجز والضعف في هذه الصّحوة واضح بيِّن , حتى أنها من سنين وقفت عند مرحلة لم تتعداها , داع ومدعو ! حتى أصبح عند الجميع شبه إجماع أن بهذا الجيل خلل , ولن يتغير الحال إلا على يد جيل آخر تربى ونشأ نشأة صحيحة , من تعاهد للبذر عند نمائه حتى ينشأ مستقيما , وهذا الأمر لا يكون إلا في يد الأم . ولذلك نرى أمر الأم في شريعتنا معظم بخلاف ما حاول إليه أعداء الإسلام من هدم وتجريف لهذا البناء .
وإليك بعض النماذج :
1 - منها أن معاوية بن أبي سفيان أمير المؤمنين كان إذا افتخر بنفسه يقول : أنا ابن هند . 2 - وأم عمر ابن عبد العزيز إمام العدل بعد الخلفاء الأربعة , هي بنت بنت بائعة اللبن , التي نصحت أمها ألا تخلطه بالماء . 3 - وسفيان الثوري أمه كان تقول اطلب العلم وأكفيك بمغزلي , فكانت تغزل الصوف وتبيعه لتكفيه المؤنة , ورغم ذلك كانت تتخوله بالموعظة منها : يا بني ! اطلب العلم , وإذا كتبت عشرة أحرف , فانظر : هل ترى في نفسك زيادة في خشيتك وحلمك ووقارك , فإن لم تر ذلك , فاعلم أنها تضرك ولا تنفعك . 4 - وهذا عالم أهل زمانه الأوزاعي نشأ يتيما فقيرا في حجر أمه , تنقله من بلد إلى بلد حتى بلّغته أعلى مراتب الدنيا والدين أدبا وعلما وفضلا . 5 - وهذا ربيعة ابن عبد الرحمن شيخ الإمام مالك تركه أبوه وعمره ثلاث سنوات فقامت به وجعلته يتبوء الصدارة بين علماء زمانه . 6 - وهذا الشافعي رحمه الله الشّهاب الثاقب , الذي ملأ الأرض علما , مات أبوه وهو جنين في بطن أمه , فتولت أمه بعنايتها وكانت تسكن بغزة من أرض فلسطين , فخافت عليه أن يتغير لسانه فانتقلت به إلى مكة , وجاورت الحرم , فربته بين أخواله وأهل العلم هناك . 7 - وهذه أم سفيان بن عيينة ترحل به إلى مكة وتقول لعلمائها : هذا ولدي قد وهبته للعلم فعلموه , فيتولاه عمرو بن دينار بعناية ورعاية , حتى يصبح سفيان من أجل علماء زمانه , قال عن نفسه بعد أن أصبح من العلماء الكبار : لو رأيتني ولي عشر سنين , طولي خمسة أشبار , ووجهي كالدينار , وأنا كشعلة نار , ثيابي صغار , وأكمامي قصار , وذيلي بمقدار , ونعلي كآذان الفار , أختلف إلى علماء الأمصار كالزهري وعمرو بن دينار , أجلس بينهم كالمسمار , محبرتي كالجوزة , ومقلمتي كالموزة , وقلمي كاللوزة , فإذا أتيت قالوا : أفسحوا للشيخ الصغير . وهناك أمور يعان بها بعد الاستعانة بالله والتوكل عليه منها : 1 - وجود علاقة خاصة بين الطفل وأمه , يفزع إليها في الرضى والغضب والحب والبغض , وأن يكون بينها وبينه علامات ودلالات خاصة ؛ وهي لغة الإشارة أو لغة العيون , في حال الرضى لابد من ابتسامة توجه إليه بين الحين والآخر , وهي سر تعلقه وملاذه بأمه , إن رأت منه خيرا لا بد أن تشكره عليه وتظهر علامة الاستحسان , وإن رأت منه خطأ , لابد من إظهاره وبيان أنها تكره منه ذلك , كأن تضع إصبعها على فمها لإسكاته , أو عضّ شفتها حال رؤيتها للخطأ , ولا تجاوز الحد في إظهار التبرم أو الإيذاء . 2 - إظهار واستحسان آداب معينة يتمرن عليها الطفل , كتقريب المصحف إليه , وعلو الصوت بالقرآن , والتلفظ بالذكر , وتعويده على القرب منها أثناء الصلاة وترك القبيح وإظهار الحسن , حاولي أن يراك متخشعة باكية في الصلاة وبعد الصلاة , فإن هذا المنظر لا ينساه أبدا وله أعظم الأثر على سلوكه , وليس هذا من الرياء . وداومي على طاعة الله , وإياك أن يرى منك معصية فإن لهذا أعظم الأثر في سلوكه وشخصيته فإن الأم إن تهاونت في السنن , ترك هو الواجبات , وإن أتت المكروهات , قارف هو الحرام , وإن استغرقت في المباحات نشأ على استعمال الرخص وغرق في الشهوات . علّميه الصدق مهما كان الأمر , وبغّضي له الكذب مهما كان ذنبه , فإن الكذب أعظم من الذنب نفسه , وإياك أن يرى منك كذبا , أو ما يسمى مداراة وتجملا , فإنه لا يفهم هذا إنما يسميه كذبا فينشأ ويتربى عليه . 3 - تبدأ الحروف تكتمل في سن الثالثة فيستحب للأم إظهار الألفاظ الصحيحة , ولا تقلده في تكسير الكلمات , بل تظهر عدم الرضى بذلك , وتعويده النطق الصحيح للكلمات , ولا تتكلم أمامه بكلمات أو جمل بلا معنى , فهذا يؤخر عنده النطق الصحيح , ويجب بدأ تكرار وترديد آيات من القرآن , ويا حبذا لو مسجل صغير يقرأ معه آيات ويرددها ثم يعاد تشغيله من المسجل فهذا يساعده على محبة سماع القرآن والحفظ . 4 - الاهتمام بغذائه بدون إسراف , فإن الغذاء ليس في كثرته ولكن في نوعه وأهميته , وذلك بتعويده على شرب اللبن وأكل التمر مع المواظبة على قطعٍ من اللحم والسلاطة , وذلك في مواعيد ثابتة , وإياك أن تطعميه في غير موعد طعام , وإذا حاول البعض إعطاءه شيء كما يفعل الكثير من حلوى وبسكوت وغيره , فأخبريهم أنه تعود ألا يأكل إلا في وقت الوجبات , فإن هذا يصده عن الطعام الأصلي فيصاب بالأنيميا , ويحوله إلى صاحب بطن , وحاولي ألا تطعميه إلا على جوع. 5 - عوديه ألا يأخذ من أحد شيئا , مهما كان المعطي , وعلميه الكرم والجود ولو بالقليل . وأشيريه وأعرضي عليه بعض الأمور , وإن كان لا يفهمها , وأشعريه أنه رجلا حتى ولو كان سنه لا يتعدى السنوات , أمزجي لعبه بالجدّ وتدرجي في ذلك حتى يصبح الجدّ له سجية وطبعا . 6 - لا بد أن تكوني بجواره في المكان الذي سينام فيه , ولا تجعليه يتعود على النوم بجوارك , واستعملي أساليب التدليل حتى ينام , ويا حبذا أن تلقي على أذنيه بعض الحكايات كقصص بعض الأنبياء والصحابة والصالحين , حتى لو لم يفهم بعض الكلمات فإن الطفل يعجبه ذلك , ثم قومي برقيته والدعاء له ولا تقومي من جواره إلا بعد أن تتأكدي من نومه فإن ذلك يشق عليه. اجعلي لنفسك همة عالية , ولا تتقالي على الله شيء , فإن هذا ضعف في التوكل والاعتماد . هذا ما عندي وفقكم الله للخير والسداد . أسأل الله العظيم أن يرزقنا وإياكم الإخلاص في السر والعلن , وأن يقينا وإياكم الفتن ما ظهر منها وما بطن .
| |
|
المشاكس
عدد الرسائل : 128 الرتبه : تاريخ التسجيل : 19/03/2008
| موضوع: رد: (رساله لكل ام) السبت مايو 03, 2008 6:55 pm | |
| | |
|