نور الشمس
عدد الرسائل : 1153 الاوسمة : تاريخ التسجيل : 29/03/2008
| موضوع: محبة الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال العادة الخميس مايو 01, 2008 8:00 am | |
| إذا كان حب الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم حبا إيجابيا مثمرا، تجلى في اقتدائهم بمثلهم الأعلى، وبذلهم أنفسهم دونه صلى الله عليه وسلم .فإن حب المسلمين للرسول صلى الله عليه وسلم في العصور الحديثة يتطلب منا وقفة تحليل وتأمل، فهل هناك فعلا حب للمصطفى صلى الله عليه وسلم ؟وإذا كان فأين محله؟ وماهي انعكاساته ؟وإذا لم يكن ماهي الأسباب التي أدت إلى فقده؟
1- واقع المحبة النبوية في الأمة الإسلامية
تعاني صورة الرسول صلى الله عليه وسلم في قلوب مسلمي اليوم عزلة وجدانية عميقة، حيث أضحى حبهم للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم قابعا في نفوسهم، دون أن يكون له ذاك التأثير العظيم الذي كان للسلف الصالح، ودون أن يتجسد بكل مقوماته في حياتنا اليومية .وقد ساهم في هذه العزلة جملة من الأسباب التاريخية لاحت بعد فترة حكم الخلفاء الراشدين .
ففي عهد أبي بكر وعمر- رضي الله عنهما - لم يكن هناك حديث عن العزلة ،لقرب العهد بالرسول صلى الله عليه وسلم ،فكانت ذكراه لازالت حية في نفوسهم وتعاليمه وأقواله لازالت دستور حياتهم .فاستمر بذلك إحساس المسلمين بوجود الرسول صلى الله عليه وسلم بينهم وإن غابت عنهم ذاته الشريفة .
ثم جاء عهد عثمان- رضي الله عنه - فسار على منوال صاحبيه ما استطاع ،لكن سرعان ما أطلت الفتنة منذرة بتمزيق واهتزاز في وسط الأمة، فبدا الناس يشعرون بافتراق الطريق وأخذت الصورة المتكاملة للرسول صلى الله عليه وسلم تنحسر شيئا فشيئا إلى داخل النفوس بعد أن كانت ملء النفوس وملء الحياة في ذات الوقت .
وبتوالي الأحداث وتتابع الفتن، بدأت تتسع الهوة بين واقع الأمة المشهود وبين تعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم، وبدأت معها صورة الرسول صلى الله عليه وسلم تبتعد عن واقع المسلمين، وتنحسر في قلوبهم ووجدانهم بشكل سلبي ،وتأبى تغيير الواقع المريض والشرور المتفاقمة .إلا أن العزلة التامة والمخيفة تمت وبسطت سمومها منذ أن بعد الحكم والمجتمع كلاهما عن الإسلام، وصارا تابعين للغرب يسيرا وفق ما شاء .فغدا المجتمع صورة متحللة فاسدة لاهي إسلامية كما كانت ولاهي نسيج واحد متميز، وإنما هي مسخ مشوه لاوحدة له ولاكيان .
وهنا ويا للأسف والضياع الجسيم لم يعد الرسول صلى الله عليه وسلم "موجودا " في واقع الحياة ،لم يعد كيانا شاخصا بتعاليمه وتوجيهاته، وانحصر في مشاعر الناس، وغدا صورة مثالية يطالعها الناس لكن لاينفعلون بها (1) .
فكم من مسلم يسمى "محمد "وهو أبعد عن سلوك محمد صلى الله عليه وسلم أو يسمى "أحمد " وهو ليس له من الحمد إلا اسمه، بل ربما لايعي هو نفسه قيمة الإسم الذي يحمله .
وترى آخر يدعي حب الرسول صلى الله عليه وسلم والإيمان به ،لكن لايلتزم بأبسط متطلبات الإيمان، بل تراه "يستفتح يومه بذبح سنة الحبيب الكريم *" (2)
ووسط هذه العزلة وهذا البعد ،سعى المسلمون لإيقاظ هذا الحب الشريف والتعبير عنه بصور مبتدعة ،بعضها مستحسن والآخر أقرب إلى الضلال منه إلى الهدى .ومن هذه الصور نذكر :
.................................................. ............
| |
|