[size=18][color=indigo][center]الوصية العـاشـرة .. أطيعي فيما لا معصية فيه
قال سبحانه وتعالى :
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ﴾
وقال صلى الله عليه وسلم (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) .
عندما نظر الإسلام شؤون المجتمع الإسلامي أقامه على قاعدة التراتب بين الناس وأولياء الأمور وجعل لكل فرد مسؤوليته فقال صلى الله عليه وسلم :
(كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) .
وطلب من كل رعية أن تطيع راعيها ما دام يأمرها بما أمر به الله ورسوله . وجعل الأجر للإثنين في الأمور التي فيها مصلحة للمسلمين . وجعل الإثم على المسؤول عندما يكون هناك خطا في التطبيق ، لكنه طلب من المسلمين أن يكونوا حذرين في طاعتهم .
فليس كل ولي الأمر يستحق الطاعة وليس كل أمر يصدره ولي الأمر يجب أن ينقذ ، لأن هناك شرطاً أساسياً يفرق بين المسلم وغيره . هذا الشرط هو صمام الأمان الذي يحمي المسلم من النحول نعجة في قطيع يقوده راع ما إلى حيث يشاء...
إنه عدم الطاعة في أمر فيه معصيه لله عزوجل . وما عدا ذلك فالمسلم مطالب بالطاعة المستنيرة التي يتحمل مسؤوليتها أمام ضميره وأمام الله عزوجل يوم القيامه.
وزوجك يا أختي المسلمة واحد من ولاة الأمر والرعاة الذين تجب عليك طاعتهم طاعة متفتحة واعية تقوم على التفاهم المشترك بين الطرفين . ونركز هنا على الطاعة القائمة على التفاهم لا على الإستبداد والظلم .
وقد تحدثنا فيما مضى عن العلاقة بين المرأة المسلمة وزوجها وأن عمادها التفاهم . وليس صحيحاً ما يروى من حكايات تفرض على المرأة أن تكون نعجة لا عقل لها ولا إرادة وأنها فقط تجلس في زاوية تنتظر صدور الأوامر من ولي الأمر .. إن سلطة الزوج في الإسلام ليست استبداداً وطغياناً .
وإلا ما معنى الأحاديث التي أمرت الأزواج بالإحسان إلى زوجاتهم ومعاملتهن معاملة حسنة ؟ أليس هو صلى الله عليه وسلم القائل : (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي).
أو ليس هو نفسه الذي قال صلى الله عليه وسلم : (رفقاً بالقوارير).
أو لم يقل سبحانه و تعالى :
﴿وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لَّتَعْتَدُواْ﴾
والإسلام هو الذي جعل من المرأة إنساناً رفيع القيمة ومنحها الحق في أن تفكر في سلوكها وحملها مسؤولية هذا السلوك وأخبرها انه سيحاسبها حساباً عسيرا إذا هي لم تفكر فيما تفعل وانه لا يشفع لها أن ولي أمرها قد أمرها
لأن ولي الأمر قد يزيغ أو يضل أو يخرج بسلطته عن التعاليم والشرائع فيطلب من رعيته ما لا يرضاه الله منهم . عندها يجب أن يقولوا (لا) ويقفوا في وجه الإنحراف عن طريق الله وشرائعه.
وأنت يا أختي المسلمة مسؤولة أمام الله عن تنفيذ شرائع الله وعدم الإنحراف عنها وبالتالي عليك أن لا تطيعي إلا ما عندك فيه من بـينات على أنه من أمر الله ، وكل ما ليس من الأمر الإلهي وحاك في صدرك منه شيء ولم تطمئني ، فتوقفي حتى تتبيني صحة الحكم واستقامته مع أوامر الله . . أما ما عدا ذلك من أمور شرعية يطلبها منك زوجك ، فعليك بالطاعة القائمة على التفاهم والحب بينكما .
وبهذا أختم مشاركتي بالوصية العاشرة للحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام ]]