خاص للفتيات .. احذرن فخ الزوج البخيل

قد تكون حكايات الرجل البخيل من النوادر التي يتسلى بها الناس وقد تثير الضحك عندما يقصها البعض..

لكن عندما تفاجأ المرأة بعد دخولها القفص الذهبي أن زوجها الذي ثبت حوله أحلامها وآمالها رجل بخيل. تصبح هذه الحكايات قصصاً واقعية وذلك يعني أنه هنا قمة المأساة.‏

البعض ممن وقعن في فخ الزوج البخيل قررن الاستمرار معه ليس عن حب وإنما من أجل مصلحة الأولاد فقط. البعض الآخر من الزوجات لم يستطعن تحمل هذا المرض الخطير وقررن هجرة الحياة الزوجية بل إن معظمهن فضلن الاتصاف بلقب مطلقة على الاستمرار مع رجل بخيل.‏

‏

رانيازوجة وأم لثلاثة أولاد وتشغل مكانة مرموقة في عملها تقول: تزوجت وعمري عشرين سنة بناء على رغبة أبي الذي كان يرى أن زواج الفتاة أفضل لها ولأولادها ولمستقبلها فيما بعد.‏

زوجني لمهندس صغير كان متخرجاً حديثاً من الجامعة وهو في بداية حياته العملية ولا يملك سوى شهادته الجامعية ومبلغاً بسيطاً, بالرغم من ذلك وافق والدي وقال إنه يجلب لابنته رجلاً تستطيع بالمستقبل أن تعتمد عليه.‏

لكن منذ الشهر الأول من زواجي بدأت أشعر بأن زوجي بخيل وذلك من خلال الملابس الموجودة داخل الخزانة فمعظمها قديم وبحاجة إلى تجديد وعندما كنت أطرح عليه السؤال لماذا لا تجلب لك بعض الملابس? كان يقول غداً ربنا يفرجها.. لم أكن أفكر كثيراً بالأمر حتى بدا الأمر يلامس حياتي أنا فبدأ يخاف من استهلاكي للكهرباء وحتى يشكو من كثرة واستهلاك الصابون والمياه والغاز.‏

أحياناً كنت أفسر تصرفاته على أنها من باب الحرص. إلا أن الأمر ازداد سوءاً حتى أصبح يشكل مرضاً بالنسبة لي. كانت حالة والدي وأسرتي ميسورة تساعدني بمصاريف المنزل ومصاريف أولادي ومع ذلك كله لم يشعر زوجي يوماً واحداً بالخجل من تصرفاته بعد أن أصبح معروفاً ببخله بين أهلي وأصدقائي.‏

الهرب من الجحيم إلى جحيم‏

واخرى تعمل معلمة في إحدى المدارس تقول: تزوجت من شاب تقدم لخطبتي بعد أن قارب أن يفوتني قطار الزواج وتطلق عليّ صفة عانس.. في مواصفاته الخارجية كان عريس لقطة كما قال الجميع عنه فهو يعمل عملاً محترماً. لكن فيما بعد بدأت أشعر أن البخل يسري في عروقه. ثم بعد ذلك بدأت تتوالى الصدمات والمواقف التي تثير ضحك من يسمعها.. وفي كل مرة كنت أتمنى الموت للتخلص من بخل هذا الرجل فقد بدأ يحسب كل شيء على أمل منه في توفير أي شيء لدرجة أنه بحجة حمايتي من مرض السكري بدأ يحسب ويقسم, يجزيء السكر والخبز وإن كان بوسعه تخبئبة الهواء كي لا يهدره أبداً وكان يخاف من الضيوف لا لشيء فقط من أجل الإسراف.‏

لكن في النهاية حصلت على ورقة طلاقي.. وكنت أسعد امرأة في العالم وان حصولي على لقب عانس أفضل من الزواج برجل بخيل.‏

رأي التربوي‏

احد الباحثات النفسيات تقول: إن البخل مرض نفسي وتربوي يعتبر نوعاً من افتقاد الاحساس بالأمن والأمان ولهذا المرض بواعث عدة أهمها الحرمان في الصغر أو أنه بالفطرة إنسان أناني يكره العطاء والإنفاق على أهل بيته. ويوجد نوع من البخل عند بعض الرجال بعد أن خرجت المرأة للعمل وأصبح لها دخلها الثابت وفي هذه الحالة يمتنع بعض الرجال عن الانفاق حتى تضطر زوجته للصرف بدلاً منه. وفي كل الأحوال هذه صورة- مرضية وتخالف أسس الحياة وتقاليد مجتمعنا.‏

كذلك اختص الدين الرجل بالانفاق وميزه بذلك عن المرأة حتى لو كان عندها راتب تستطيع أن تنفق على نفسها منه وتضيف راميا أن البخل مرض ليس له علاج ولا مسكن وعلى الزوجة التي تقع في فخ البخيل أن تتعامل معه كأنه طفل لأن الانسان البخيل يشبه الطفل في شعوره بالخوف وعدم الأمان ويجد سعادته وأمانه في جمع الأموال, والطفل عادة يأخذ موقفاً وقائياً في حالة اتهامه بالتقصير لذلك لا يجب اتهامه أو مهاجمته أو توبيخه لأنه بهذه الحالة سوف يزداد سوءاً.‏

من ناحية أخرى الرجل البخيل هو انسان واقعي وليس خيالياً لذلك يجب التعامل معه بواقعية شديدة فعلى سبيل المثال إن رفض زيادة المصروف اجعليه يذهب إلى السوق لوحده ويشتري حاجيات المنزل ربما يشعر بارتفاع الأسعار وضرورة التضحية ببعض من إخوانه لصالح أسرته وبالصبر على المدى الطويل يتم تعديل بعض من سلوكه, وليس تحويله وعلى الزوجة أن تعمل على تحويل زوجها من رجل شحيح إلى رجل حريص.‏