نور الشمس
عدد الرسائل : 1153 الاوسمة : تاريخ التسجيل : 29/03/2008
| موضوع: مزاجك والمناخ السبت يونيو 28, 2008 11:07 am | |
| هلسنحت لك فرصة زيارة إحدى الدول الإسكندنافية ومعايشة فصل الشتاء فيها؟ إنكنت قد فعلت فإنك بالتأكيد لم ترَ إلا ضوءًا خافتًا لا يكاد يستمر سوىساعتين في وقت الظهيرة.وهلسمعت عن حالات الألم والضيق التي تصيب من حولك من مواطني هذه الدول، حيثتوجد أعلى نسبة انتحار في العالم في السويد والتي تزيد زيادة كبيرة في فصلالشتاء من كل عام.إذاأردت فهم هذه الظاهرة فهمًا شاملاً فإليك الاكتشافات التي توصّل إليهاعلماء برنامج "اكتئاب الشتاء" بجامعة كولومبيا الأمريكية وعلى رأسهم Dr.Micheal Terman مدير البرنامج والفريق المصاحب له، كان آخر هذا الاكتشافاتضمادة تثبت على ركبة المريض تصاحبه في ذهابه وإيابه، وتصدر أيونات تنقّيالجو من حوله؛ فتزيل عنه بعض ما يشعر به من اكتئاب.قبلأن نستفيض في طرق العلاج لاكتئاب الشتاء، فعلينا أن نتوقف قليلاً عن ماهيةهذه الظاهرة؟، وهل يمكن حقًّا أن يصل الإنسان إلى هذه الحالة المرضيةالمخيفة والتي قد تدفعه للانتحار، أم أنها مجرد مبالغات من علماء خصّصواأوقاتًا وبرامج لشيء لا يتعدى كونه ظاهرة مؤقتة؟اكتئاب المناخ.. ظاهرة أم مرض؟
حتىوقت قريب، لم يكن يصدق العلماء أن الإنسان يتأثر بالتغيرات المناخية والتيتختلف باختلاف الفصول، ولم يكن هناك دلائل علمية تشير إلى أن الإنسانيتأثر بطول النهار أو قصره كما تفعل بقية الثدييات، وفي عام 1980 أوضح Dr.A.J.Lewy الطبيب في المعهد الدولي للصحة العقلية بولاية ميريلاندالأمريكية أن فسيولوجيا الإنسان (وظائف الأعضاء) تتأثر بالضوء، وأن شدتهتؤثر على انبعاث هرمون الميلاتونين Metatonin من الغدة الصنوبرية pinealGland، وأوضح أيضًا أن سبب اكتئاب الشتاء هو قلة الضوء المعرّض لهالإنسان، وقصر طول النهار من حوله.أثارهذا البحث - والذي نشر في مجلة العلوم الدولية - المهندس Herbert kemوالذي كان يشعر بالاكتئاب في فصل الشتاء من كل عام وخاصة وقت نزول المطر،واستنتج من هذا البحث أنه طالما كان اكتئاب الشتاء بسبب قلة ضوء النهار؛فإنه من الممكن أيضًا أن يتم علاج الإنسان من هذا المرض باستخدام الضوء،وتحمس الدكتور Lewy لهذه الفكرة وبدأ علاج "كيرن" علاجًا ضوئيًّا حيث عرضهلضوء اصطناعي ساعة في الصباح وأخرى في المساء يوميًّا لفترة طويلة حتىبدأت الاضطرابات النفسية لكيرن تقل إلى حد كبير، نجحت التجربة وأطلقDr.Lewy على هذا المرض النفسي الاضطرابات الموسمية (SAD) Season AffectiveDisorder ، والمعروف أيضًا بالشتاء الأزرق Winter blues أو SAD Syndrome،وعُرّف علميًّا بأنه نوع من الاكتئاب له علاقة بالتغيرات الموسميةالمختلفة، وأشهر أنواعه هو اكتئاب الشتاء والذي يبدأ غالبًا في آخر الخريفوبداية الشتاء وينتهي بدخول الربيع والصيف، وقد يرتبط المرض بظاهرة مناخيةبعينها مثل نزول المطر، أو العواصف والرياح، كما أن هناك نوعًا آخر منالاكتئاب أقل نسبة وشهرة ألا وهو اكتئاب الصيف.وتُعَدّنسبة اكتئاب الشتاء في أمريكا من 4% إلى 6%، ويعاني ما يقرب من 10% إلى20% من أعرض المرض المخففة، كما ثبت أن النساء أكثر عرضة للإصابة بهذاالمرض، حيث تتضاعف نسبة إصابتهن عن الرجل بأكثر من أربع مرات، وتزيد أعراضالمرض في أيام الدورة الشهرية.والمرضله علاقة طردية بتقدم العمر، وليس هذا معناه أنه لا يصيب الصغار، بلرُصِدت حالات عديدة بين الأطفال تحت العاشرة وعند سن البلوغ، ومن الطبيعيأن يزيد المرض كلما اتجهنا إلى الشمال، فهو مضاعف سبع مرات في واشنطنبالمقارنة بفلوريدا.أعراض الظاهرة
قد تختلف بعض الأعراض من شخص لآخر إلا أن أعراضه الغالبة عادة ما تكون:
الإحساس الشديد بالكسل وقلة النشاط.
الإرهاق.
صعوبة القدرة على التركيز.
الميل الدائم للنعاس.
الميل للنشويات والحلويات، وبالتالي زيادة في الوزن.
ثقل في اليدين والقدمين.
الإحساس بالدوران.
ميل للعزلة والبعد عن المجتمعات.
يفسّرالعلماء ذلك طبيًّا بأن قلة الضوء تسبب نقص السيرتونينSerotonin ، وهوالمادة الكيماوية المسؤولة عن الحالة المزاجية للشخص، كما أنها تزيد منإفراز هرمون الميلاتونين Melationin، وهو المادة الكيماوية المسؤولة عنضبط ساعة النوم فيشعر المريض بالنعاس.أماالنوع الآخر للاكتئاب المسمى "اكتئاب الصيف" والذي لم يَحْظ بقدر كبير منالاهتمام والأبحاث فيعاني منه قاطنو البلاد الحارة بصفة خاصة، وتتلخصأعراضه في:
فقدان الشهية للطعام، وبالتالي فقدان للوزن.
قلق نومي مرضي.
الشعور بفقدان الأمل والمساعدة.
قد يتطور الأمر لمشاكل عضوية مثل الصداع وآلام البطن.
وقدعكف الباحثون على إيجاد علاجات مناسبة وبديلة للأدوية النفسية المثيرةللجدل أحيانًا بسبب آثارها الجانبية السيئة، وخاصة لمرض اكتئاب الشتاءوالذي يبدو أكثر تعقيدًا لمن يره، فكان العلاج بالضوء Light therapy أحدهذه الطرق البديلة والفعالة.علاج اكتئاب الشتاء
يُعرّضالمريض لصندوق ضوئي يجلس أمامه لمدة 30 دقيقة في الصباح يوميًّا.. شدةالضوء غالبًا ما تكون lux 10.0000 (LUX = 3 Lumen)، وعادة ما يستمر العلاجحتى تتوفر كمية من الشمس عند الربيع.. وقد يستخدم المريض كابا ضوئيًّاLight Visor يلبسه فوق الرأس، ويمكن أن تضبط بعض هذه الأجهزة على ميعادالاستيقاظ المطلوب؛ وذلك لتثبيط إفراز هرمون الميلاتونين؛ فيشعر الإنسانبالنشاط.ويصاحبالجهاز بعض المرشحات لحجب نسبة كبيرة من الأشعة فوق البنفسجية UV، ولايحتاج المريض للنظر إلى الضوء مباشرة، بل عليه أن يمارس نشاطه العادي ولايبتعد عن الجهاز إلا عدة أقدام.وقديتسبب الضوء الساطع المنبعث من هذه الأجهزة في آثار جانبية عدة، من أهمها:تليُّف العين أو الشبكية، وأحيانًا أعراض خفيفة مثل: الصداع والإرهاق، وهيتظهر على من يقوم باستعمالها في وقت متأخر من الليل، وينجح العلماء يومًابعد يوم في تطوير هذه الأجهزة، وذلك عن طريق تقليل شدة الضوء المنبعث منهامع عدم تقليل الإفادة الصحية.أماعن د. Micheat Terman وفريقه، فقد استخدم الأيونات السالبة في علاجالاكتئاب، وذلك عن طريق أجهزة تبعث ما يقرب من 4.5 مليون أيون/ سم المكعب،تعمل هذه الأيونات السالبة على الالتصاق بالأتربة العالقة في الجو والتيتحمل معها الغازات غير المرغوب فيها، والتي تسبب الروائح الكريهة منحولنا، ويحدث ذلك بسهولة حيث إن جزيء الأيون أكبر بمائة ألف مرة من جزيءالغاز، كما أن هذه الأجهزة لديها فلاتر تستطيع إخراج جزيئات في حج 0.3Micron أو أكبر مثل جزيء الفيروس (0.01 micron).أطفئ الأنوار في ضوء النهار
عواملأخرى قد تساعد على هذا النوع من الاكتئاب أو ربما تكون سببًا في حد ذاتها،مثل ضوء الكهرباء الذي قد يضطر الناس إليه في أثناء النهار سواء كان فيالبيت أم في المكتب أم حتى في المدرسة، وقد تبدو هذه المشكلة جلية فيالبلاد النامية التي يعاني سكانها من الأبنية المتلاصقة غير الصحية والتيلا ترى ضوء الشمس إلا قليلاً، ولا شك أن هذه الأجهزة قد تكون يومًا أفضلحالاً من الضوء الكهربائي العادي. كما أن نظارتك الشمسية تضاعف من إحساسك بظلمة الشتاء كما يقول د.Norman Rosenthal بالمعهد الدولي للصحة العقلية بالمريلاند، ورغم أنها مفيدة للوقاية من سرطانات الجلد والماء الأبيض في العين فإن تقليل درجة الظلمة لنظارتك قد تكون أفضل لمن يميل إلى هذه النوع من الاكتئاب. | |
|