نور الشمس
عدد الرسائل : 1153 الاوسمة : تاريخ التسجيل : 29/03/2008
| موضوع: لكل سؤال جواب الأربعاء يونيو 18, 2008 9:27 pm | |
| السؤال
أنا كثير الضحك، ولهذا السبب أصبحت أقع في حرج مع الناس، ما الحل؟
الإجابة
الحمد لله رب العالمين، وبعد:
فالابتسامة محمودة، ورغّب فيها الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيما صحّ عنه بقوله: "تبسُّمك في وجه أخيك لك صدقة"(1)، وهي جالبة للمحبة في قلوب الناس، ومُظْهرة للتواضع وعدم الترفع، بخلاف الضحك الذي يصاحبه قهقهة، فإنه متى كان كثيراً وغالباً على حياة الإنسان، فإنه مذموم.
واللائق بمن ابتلِيَ بكثرة الضحك المذموم:
أن يعلم أن الإكثار منه سبب في موت القلب وتغيّر حاله، فقد صحّ عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه أوصى بعض أصحابه، فقال: "لا تكثروا الضحك، فإن كثرة الضحك تميت القلب"(2)، وأن يعلم أن الإكثار منه مُذهب للهيبة ومخالف للمروءة.
وأقترح عليك:
1- أن تكثر من الدعاء بأن يُيسّر الله أمرك ويجنبك الضحك المذموم.
2- أن تُعوّد نفسك على الجدّية، وتشتغل بالأمور التي تبعث في نفسك الجد.
3- أن تتجنب مجالس الضحك، وتستبدلها بمجالس أفضل منها، وإن كان لا بدّ منها، فعليك بتقليل المدة التي تمكثها عندهم.
4- أن تترك صحبة من عُرف بهذه الصفة، وتستبدلها بشخصيات أخرى جادة.
5- أن تستحضر عند الاستمرار في الضحك المصحوب بالقهقهة أنك واقع في أمرٍ نهى عنه النبي - صلى الله عليه وسلم -.
6- أن تستحضر عند الاستمرار في الضحك المصحوب بالقهقهة العواقب المستقبلية من ذهابٍ للحياء، واستخفافٍ بالمجالس وإهمالٍ لآدابها، وعدم احترامٍ لمن يحضرها.
وليس معنى ذلك، عدم الضحك، لا، بل إن الضحك ولو صحبه قهقهة من الأمور الجائزة التي تعرض للناس في أقوالهم وأحاديثهم ومذاكراتهم في أمور دنياهم وقد صحّ أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا إذا جلسوا في المسجد بعد صلاة الفجر، وطلعت الشمس، "تحدثوا فيأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون ويبتسم - صلى الله عليه وسلم -"(3).
وينبغي للإنسان بين الحين والآخر أن يتعاهد نفسه بتربيتها وتزكيتها.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وصلى الله وسلم على نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين . | |
|