نور الشمس
عدد الرسائل : 1153 الاوسمة : تاريخ التسجيل : 29/03/2008
| موضوع: كلام غايه فى الروعه بس ياريت نعمل بيه الأربعاء يونيو 18, 2008 9:18 pm | |
| في ظلال الحب
يقول - تعالى -" وَمَا يَسْتَوِي الأعْمَى وَالْبَصِيرُ * وَلا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ * وَلا الظِّلُّ وَلا الْحَرُورُ * "فاطر: 19-21]
وعندما يعرف لنا - سبحانه وتعالى - نعيم المؤمنين في الجنة يقول - تعالى -: " لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً " النساء: 57
إن الظل من نعيم الجنة، وكل منا يحب أن يكون في الظل ليحتمي من حرور القيظ ولسعه.
وفي بيوتنا أشجار الحب التي تظل تلك البيوت، وبعض البيوت قد ارتوت أشجارها وامتدت أغصانها وأينعت أوراقها، فاتسع ظلها، فهي بيوت تعيش في ظلال الحب.
وبعض البيوت قد جفت أشجارها وتكسرت أغصانها وتساقطت أوراقها، فتقلص ظلها، فهي تعيش بلا حب.
وتلك الأشجار تحتاج إلى الري المستمر الذي يساعدها على البقاء والنمو..فعلى الزوجين أن يدركا الوسائل التي يستطيعان بها ري أشجار الحب لينعما بظلالها، وأيضا يدركا وسائل جفاف هذه الأشجار، حتى لا يحرما من هذا الظل.
والملاحظ في آيات الله في القرآن وسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - يجد أن أصول المعاشرة بين الزوجين قد أقامها الله على أساسين:
• الأول أساس ربانـي
• الثاني أساس إنساني
أما الأساس الرباني: فهو الذي يربط الأمور بأحكام الله - تعالى- وأوامره ونواهيه، و هو الذي سماه القرآن " حدودُ اللهِ "، وذكرها - سبحانه - أكثر من سبع مرات عند الحديث عن البيت المسلم في سورة البقرة، قال - تعالى -في من يرغب أن يعيد زوجته بعد طلاقها الثاني:
" إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ " البقرة: 230
أما الأساس الإنساني: فهو الذي عبر عنه القرآن بكلمة (المعروف)
"والمعروف هو ما تعرفه الفطر السليمة والعقول الرشيدة، و يتعاون أهل الفضل والخير من الناس بحيث يعرفونه فلا ينكرونه "
وكثيراً ما بينا أن العدل والإحسان هما أساسا التشريع في الإسلام، وأن العلاقات بين الزوجين داخل مجتمع الأسرة تقوم على حقوق متبادلة تدور بين العدل وهي الحقوق القضائية والإحسان (وهي الحقوق الدينية التي ترجع إلى الضمير الديني لدى كل منهما)
والحقوق الدينية لا يمكن تحديد معايير محددة لها، ولا يمكن ضبطها وتحديدها إلا بالتقوى، ويدعوا إليها قوله - تعالى -" وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ " النساء: 19
، وقوله - تعالى -: " وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ " البقرة: 228
و المعروف المذكور هنا هو الذي تدور حوله نعمة الله في الزواج المتمثلة في السكن والمودة و الرحمة.و العشرة المتبادلة بين الزوجين هي خير شكر لهذه النعمة، وأفضل طريقة للمحافظة على دوامها.
والمعروف هو منهج كل الحقوق، والعشرة بالمعروف كما ذكرها القرآن مطالب بها بداية في الحقوق القضائية المتبادلة بين الزوجين، فإن هذه الحقوق لا تتبادل بحق، ولا تكون في أفضل حالاتها إلا إذا كانت بالمعروف الذي ذكره الله - تعالى -.
قال الفقهاء عن معاشرة الزوجة زوجها بالمعروف: إنه ((قيامها بإيفاء الزوج حقوقه التي أوجبها عليها الشرع، من طاعة له، وقرار في البيت، وامتناعها عن كل ما يؤذيه من قول وفعل، وفعل ما يسرهُ ويرضيه من قول وسلوك في حدود الشرع والعرف الصحيح المعتبر في الشرع الحنيف)).
وهذا هو ما قصدناه عندما قلنا:
إن العشرة بالمعروف هي المظلة والمنهج الذي تسير عليه الحياة الزوجية، سواء عند أداء الواجبات والمطالبة بالحقوق، أو كمنهج تسير على هديه الحياة داخل البيوت
فبدون هذه الأسس لا نضمن تبادل الحقوق والواجبات، ويحدث شرخ في البيت يتسع مع الوقت ليكون صدعاً يؤذن بالانهيار، ولذلك كانت الوصاية بالتقوى والمحافظة على حدود الله تنتشر بين ثنايا الأحكام التي تضبط البيت في القرآن، وكانت وصاية كل من الزوجين بالصبر على الأخر والتغاضي عن بعض مساوئه قاعدة عامة يضبطها قوله - تعالى -" وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ " البقرة: 228]
وبالمعروف يزيد رصيد الحب في البيوت وبالمعروف يعود الدفء إليها، وبالمعروف تظلها الظلال.
وعندما يفتقد أي من الزوجين ملامح العشرة بالمعروف وقواعدها فإن الإفلاس يصيب بنك الحب في البيت.
| |
|