نور الشمس
عدد الرسائل : 1153 الاوسمة : تاريخ التسجيل : 29/03/2008
| موضوع: خووووووووووواطر تربويه الإثنين مايو 26, 2008 9:44 am | |
| هناك آلاف بل عشرات الآلف من المقالات لتربوية، ومثلها من البحوث والدراسات الجامعية، وربما مثلها وأكثر منها الكتب، ومع ذلك فالتربية على أرض الواقع كأنما هي نجم أفل أو مسافر رحل، وإنني أكتب هذه السطور أتساءل : هل سيكون الحل إضافة مقال إلى تلك المقالات؟ وما عسى أن يضيف المقال؟ وهل ستكون له القدرة التغيرية في أرض الواقع ؟
تلك بعض الأفكار والتساؤلات التي اعترضني وأنا أستفتح هذه المقالة، وهي جديرة بأن تصرف النظر عن المضي في الكتابة . ولكن هل التوقف حل؟ وهل الهروب سيؤدي إلى نتيجة؟ وهل سنظل نعي حالنا، ونبكي على شبابنا، وتحسر على ماضينا ؟!
مسيرة الحياة تمضي ولا بد لكل أحد أن يضيف إليها ويسهم فيها { وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون } فليكتب الكاتب، وليخطب الخطيب، وليفتي المفتي، وليعلم العالم، وليعالج الطبيب، وليبن المهندس، وليزرع الزارع وليقدم كل مسلم لأمته ما يستطيع، ولو قدّم الجميع القليل لاجتمع الكثير، ولو انتظرنا الكثير من القليل، ولما كفى ذلك الجميع، ومن هذا المنطلق رأيت أن أواصل كتابة الموضوع.
الهندسة التربوية إذا أردنا إنشاء عمارة سكنية فإننا نبحث عن الموقع المناسب، ونختبر التربة وما فيها من عوامل التماسك أو التفكك، ثم يبدأ مهندس المعمار يحدق في الفراغ ويتخيل ويرسم المبنى في حدود الأرض المتاحة والارتفاع المسموح ويضع على أوراقه وخرائطه المبنى كاملاً، الواجهات وطلائها، والغرف ونوافذها، ودورات المياه ومصارفها، كل شيء على وجه التحديد، ومن ثم نبدأ بشراء المؤن ونوفر المعدات، ونجلب العمال، ونحضر المهندسين، وتدور العجلة ويبدأ البناء بالقواعد والأسس، ثم الدعائم والعمد، وتتواصل الجهود وذلك مع الإشراف والمتابعة من قبل الاستشاريين والهندسيين لضمان القوة والمتانة، والتحقيق من مطابقة المواصفات وموافقة الخرائط، وبعد عام أو نحوه وليس خلال أسبوع أو شهر يتم بناء العمارة، ولا يقال بعد إنشائها أن الذي بناها هو المعماري ولا الإنشائي ولا الفني ولا العامل ولا ولا ... بل كل هؤلاء شاركوا في البناء !
التربية في حقيقتها عملية هندسية، فلا تربية بلا معرفة واختبار، ولا تربية بلا تفكير وتصور، ولا تربية بلا تحديد وتقدير ولا تربية بلا تعاون ومشاركة، ولا تربية بلا جهد وزمن، ولا تربية بلا متبعة وإشراف، ومن ظن غير ذلك فليبن العمارة على غير ما ذكرناه ولينظر ما ستجنيه يداه.
الصيانة التربوية إن العمارة إذا بنيت، والسيارة إذا صنعت، فإنما نقوم بذلك للانتفاع فنسكن العمارة وننتقل بالسيارة، وهكذا ولكننا لنحافظ على المنجزات فلا بد من صيانتها ليدوم الانتفاع بها، وإذا أهملنا الصيانة خربت العمارة وتعطلت السيارة وضاعت أموالنا وتبددت جهودنا وذهبت هباء وكلما أهملت الصيانة وتأخرت كثرت الأعطال وتعاظمت، وكلما كانت دائمة ومستمرة كلما كان الانتفاع تاماً طويل المدى، وهكذا التربية لا يكفي فيها المنهج النظري والتطبيق العلمي والأثر الفعلي لأن التربية تتعلق بالنفوس وهي أكثر تقلباً من القدر إذا استجمعت غلياناً، وهي مرتبطة بالقلوب ذات الطبيعة المتقلبة، فلا بد من تعهد المتربي ومتابعته وصيانته ولا يكفي أن يقال إنه وصل إلى المنتهى وأوفى على الغاية فالقاعدة تقول : " ليس هناك شخص فوق مستوى التربية"، والنفوس لها إقبال وإدبار، وفترة وشره، ولا بد من استمرار تفقدها، ودوام تعاهدها و إلا سرى إليها العطب وتسلل فيها الخلل ثم تعاظم- بانعدام الصيانة- حتى نقص الأصل أو كاد، وهذا ظاهر في الواقع فكم من طائع زل وامتد به الحال حتى صار من العاصين، بل قد يبلغ الحال ببعضهم حتى يصبح من المرتدين. | |
|