نور الشمس
عدد الرسائل : 1153 الاوسمة : تاريخ التسجيل : 29/03/2008
| موضوع: حينما تغيب الحقيقة ؟؟ الأربعاء مايو 21, 2008 6:13 pm | |
| نتفاجئ بين الحين والآخر حينما نسمع عن انفصال شخصين ربطتهما قصة حب كنا نعتقد أنها ستظل خالدة وصامدة في وجه العواصف. فنتساءل عن السبب الذي أدى إلى هذا الانفصال المفاجئ رغم العاطفة الكبيرة.
وبقليل من التفكير سنجد أن هذا الحب قد مر بمحن كثيرة لم يستطع الصمود أمام أصغرها. ولعل أول الأسباب وأهمها هو التزييف وعدم المصداقية، ففي بداية فترة التعارف بين الطرفين يحاول كل منهما رسم صورة مثالية للإنسان الخالي من العيوب.
إن الحب والزواج عقد شراكة بين طرفين، ولابد لتسيير هذه الشراكة أن تتوافر أبسط الشروط وهي الأمانة الأخلاقية، فلا يحق لطرف أن يخفي عن الآخر تفصيلاً من التفاصيل التي قد يترتب عليها مصير الحياة المشتركة ومن ثم مصير الأبناء في المستقبل.
إن المصارحة والصدق والشفافية مطالب ملحة يجب عدم إغفالها، والعلاقة الممتدة وطويلة الأمد تتطلب وجود قدر من الصدق يتعهد فيه كل طرف بحسن النوايا والرغبة في الاستمرارية وبناء العلاقة على أساس متين.
أما الخداع والتزييف، فإنه القنبلة الموقوتة القادرة على هد أركان البناء في أية لحظة فور انتهاء وانكشاف الكذب. هناك من يكذب بشأن مدخوله وهناك من يخدع ليخفي مستواه الثقافي، وهناك من يداري حقيقة صحته، والأدهى من ذلك من يخدع الآخر بشأن أخلاقياته ومبادئه التي قد يصدم بها الطرف الآخر وهنا تقع الطامة الكبرى.
هناك كثير من الرجال مثلاً يحاول أن يداري بخله بقناع من الكرم والأريحية الزائفة، وهناك من النساء من تداري سوء طباعها بقناع من الجمال والمداراة، وتبقى المحصلة النهائية انهيار العلاقة الإنسانية وفشلها. وقد تمتد تبعات هذا الفشل لتجرف معها أطرافاً آخرين كأسرة الزوجين أو الأطفال الذين يدفعون ثمن مثل هذا الزواج المزيف.
| |
|