إضحك .. تضحك لك الدنيا

يقول الشاعر:
بشاشة وجه المرء خير من القرى
فكيف بمن يأتى به وهو ضاحك

في العام 2004م وفي مدينة فونيتان الفرنسية أقيم أول ملتقى أوروبي (للضحك والصحة) حضره مندوبون من سويسرا وبلجيكا وإيطاليا لتبادل الفكاهات والضحك وتقنيات المرح.

وقد كان على قائمة الحضور لهذا الملتقى الطبيب الهندي (مادان كتاريا) وهو أول من بشر بفوائد الضحك وهو مخترع ما يسمى بـ (يوجا الضحك). حيث يؤمن بأن الضحك يستطيع أن يوحد العالم فلا تحده أي حدود وضعية كالجغرافيا أو الدين ولا اللغة أو العرق.

بدأت رحلة هذا الطبيب حينما قرأ كتاب للصحافي الأميركي (نورمان كوسان) عنوانه (إرادة الشفاء) ، حيث أصيب هذا الأميركي بمرض مستعص قرر بعد أن مل من العلاجات الروتينية أن يهجر المستشفى ويقضي وقته في مشاهدة الأفلام الكوميدية وحينها، لاحظ أن عشر دقائق من الضحك تعينه على النوم ساعتين دون مهدئات وبفضل الضحك وفيتامين (C) استطاع أن يتماثل للشفاء.

فما كان من الطبيب الهندي إلا أن مارس الضحك على مرضاه المكتئبين. وفي العام 1995 أسس كتاريا أول نادي للضحك في العالم، اليوم يلتقي في أنديته الممتدة حول العالم ملايين الرجال ولنساء لكي يتدربوا على ممارسة القهقهة والضحك ليزيلوا الهموم والمتاعب التي أثقلت حياتهم.

وبالعودة لفوائد الضحك بحد ذاته فإننا سنجد أن للضحك والمرح فوائد جسمية ونفسية للإنسان، فالكثير ممن يعانون من الأمراض القلبية وارتفاع الضغط قد قلت آلامهم الشديدة بعد أن مارسوا الضحك بانتظام.

كما أن للضحك دوراً فعالاً في استقرار الحياة الزوجية واستمرارها، لأنه يقرب الأزواج إلى بعضهم البعض.

المشكلة أن هناك من يعتقد أن الضحك أو المرح قد يفتقد المرء وقاره واحترام الآخرين، ولكن الحقيقة أن الضحك لا يتنافى مع الهيبة المطلوبة، ولا يقلل من قوة الشخصية، بل على العكس فإنه يضيف الكثير إلى شخصية الإنسان.
فالأشخاص المرحون قادرون على الاستمتاع بعلاقات سليمة وصحية مع شركائهم وقادرون على تلبية الاحتياجات العاطفية والنفسية والجسدية.

وأخيراً ندعو الله أن نكون ممن قال عنهم في كتابه الكريم (وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة).