الحب والزواج ... تكامل لا تناقض

إن الحب
لوحده قصير العمر ، لأنه يقوم على رغبة في التملك ورغبة في الجنس المتبادل
.. فإذا ما انقضى الوطـَر .. وبدأت الرغبة تخف وطأتها بدأت المشاكل تطفو
على السطح رويداً رويداً نتيجة للفتور الذي قد يصيب العلاقة بين المتحابين
تحت مظلة الزواج .. فما الحل ؟!

قال أحدهم : هل تريد أن تعلم أن زواجك سيكون ناجحاً ومستمراً وسعيداً ؟ إذا كنت تريد ذلك فاسأل نفسك هذه الأسئلة :

ـ هل تهتم بإسعاد الشخص الذي تحبه ؟

ـ هل تشعر برغبة في مساعدته على عمل الأشياء التي يحبها ويهتم بعملها ؟ أو
أنك تهتم قبل كل شئ بسعادتك الشخصية وتنتظر منه بصفة مستمرة أن يعمل
دائماًَ على زيادة إسعادك ؟

وليس المفروض أن تتزوج الفتاة رجلا ً يُرجى إصلاحه بعد الزواج أو تعتقد أنها قادرة على تغيير بعض سمات شخصيته لمجرد أنه يحبها .

ـ هل تشعر بحماسة دائمة لحل خلافاتكما وقت حدوثها ؟

ـ هل تشعر باهتمام وحرص على حياتكما الزوجية أكثر من حرصك على إثبات صحة وجهة نظرك في صحة كل خلاف يقوم بينكما ؟

ـ هل أنت مستعد للتنازل عن شئ من كبريائك أثناء منازعاتكما في سبيل الوصول إلى التفاهم المنشود؟

ـ هل ترى في الخلافات التي تنشب بينكما احتمالات بنّاءة لدعم حياتكما الزوجية ؟

ـ هل هناك أهداف أو هوايات مشتركة بينكما ؟

إن حباً هذه خصائصه يختلف عن الحب الذي يتجنب فيه الإنسان حدوث أي مناقشة
بأي ثمن .. إن الحب الناضج يركز على دعم الحياة الزوجية أكثر مما يركز على
دعم شخصية أحد الزوجين باستمرار .

يجب على
المتحابين المتزوجين أن يخططا دائماً بصيغة نحن لا بصيغة أنا .. يناقشان
معاً آمالهما ورغباتهما ، يشعر كل منهما أنه جزء من الآخر .. هذا هو الحب
الناضج ؟

إذا كان الزوج يريد لزوجته أن تكون أماً لأطفاله والزوجة تريد لزوجها أن
يكون أباً لأطفالها فبذلك تكون قد اتحدت اهتماماتهما وأهدافهما ولم يعد
الحب هدفاً في حد ذاته بل طوّر نفسه إلى أهداف أبعد منه ..

إن الحب الثابت كالنبات الثابت يحتاج إلى تغذية وعناية ليبقى صحيحاً قوياً .

زواج الحب :

لو أن حياتك الباكرة كانت تتسم بالنزاع في البيت ، والتوتر في علاقتك مع
أترابك فأنت غير مهيأ للزمالة التي يقتضيها زواج الحب ، وقد يصعب عليك أن
تجد السعادة في الزواج ، أما إذا كانت علاقتك بالناس حسنة فسوف يكون من
اليسير عليك أن تميل إلى شخص آخر وأن ترضيه وترضى به!

ومع مرور الوقت وتوثق المعرفة لا يلبث شعوركما المتبادل بالتقدير والعطف
أن يبلغ درجة الحب وبينذاك تترعرع في نفسيكما الأحاسيس الجنسية وتتبادلان
الميل الجسدي الذي يزداد قوة إلى أن ينتهى بكما إلى التفكير في الزواج ..

حتى إذا وضحت حاجة كل منكما للآخر ولم يعد في الوسع إنكارها حُق لكما أن تتزوجا .

الحب وأشياء أخرى :

الحب وأشياء أخرى هي المفاتيح الحقيقية التي يمكن بها للزوج أن يكسب قلب وعقل زوجته ويظفران معاً بحياة زوجية سعيدة هانئة .

وكما أن الزواج يجب أن يبدأ على أسس متينة من الحب والصراحة والثقة
المتبادلة فيجب أن يبقى طيلة الحياة الزوجية على هذا النمط حتى لو فشل
الزوجان في إيجاد أرضية واحدة مشتركة بينهما في مسائل أخرى سواء كانت
جنسية أو مادية أو اجتماعية فهما قادران على أن يبقيا على كيان رباطهما
المقدس مادام في جسديهما عرض ينبض بالحب الذي يحمله كل منهما للآخر .

ولن يشعر الزوج أنه سعيد إلا إذا أحس بأن زوجته تحبه حباً صادقاً وكذلك
الزوجة لن تشعر بالسعادة الزوجية إلا إذا أحست بصدق وحب زوجها لها ..

ومشاعر الحب تزداد بين الزوجين مع نجاحهما في إقامة علاقة جنسية ناجحة
ممتعة لهما معاً .. والفشل في العلاقة الجنسية يمكن أن يكون سبباً مباشراً
لانهيار السعادة الزوجية .. والحقيقة أن الحب ارتباط روحي يدوم والجنس
ارتباط جسدي يزول لكنّ الجنس والحب شيئان متكاملان (( فالجنس تتويج للحب
)) والدليل على ذلك أن معظم حالات ممارسة الجنس بين الأزواج ينتج عنها
الفشل .

وعلى كلا الزوجين أن يلتمس في أحضان زوجه الحب والحنان قبل أن يلتمس الجنس
وبقدر احترامهما لبعضهما يزداد الجنس وبقدر احترامهما لبعضهما يزداد
بينهما الحب .

قالوا عن الحب :

ـ إن الحب الحقيقي لا يطفئه حرمان ولا يقتله فراق ولا تقضي عليه أي محاولة
للهرب منه لأن الطرف الآخر يظل شاخصاً في الوجدان ........ مصطفى محمود

ـ إن الحب بذرة صغيرة يُلقى بها في الأرض ولكي تنمو وتثمر لابد لها من وقت
، فلم أر بذرة تتحول إلى شجرة بين يوم وليلة ، إنها في حاجة إلى أرض خصبة
وفي حاجة إلى مياه ترويها هذا هو الحب الذي أعرفه ........ لافونتين

ـ في الحب تهمل وتنسى جميع مفارقات الحياة ؛ إذ في الحب وحده فقط لا تكون الوحدانية والثنائية في نزاع .

ـ الحب أعمى ، والزواج هو الذي يعيد إليه البصر ........ليختنبر

ـ الحب بدعة ابتدعها الإنسان للتقارب والإغراء وكسب العطف والحنان ولإيقاع الجنس حواء في شباكه ....... د/ عاهد بركات

ـ لا يمكن للرجل ان يحيا حياة فاضلة وسعيدة ما لم تكن بجواره زوجة .......رشستر

ـ الصديق هو الشخص الذي تستطيع أن تجلس إليه وتحدثه في أي مشكلة تصادفك في
حياتك ، فالمرء يجد نفسه مع صديقه والزواج بين المرأة والرجل صداقة أولاً
، وقد يجد الاثنان هذه الصداقة في الساعات الأولى من زواجهما ، وقد يمضي
الزوجان عشرات السنين يبحثان عنها فلا يجدانها .........جون ماكدونالد

ـ ليس هناك رجلاً يستطيع أن يعتبر نفسه متزوجاً قبل أن يفهم كل كلمة تريد أن تقولها زوجته دون أن تتكلم .

ـ بعد عشر سنين من الزواج يجب أن يصبح الطلاق مستحيلا ً ......... نابليون

ـ أسعد زوجة ليست تلك التي اقترنت بأفضل زوج ، بل تلك التي صنعت من الرجل الذي وجدته أفضل زوج ......... إليزا ماكسويل

ـ الزوجة العاقلة هي التي تبتسم في هدوء وتقول لزوجها أن دورها لم يكن
أكثر من مجرد زوجة لرجل ناضج شق طريقه بجهده وعرقه ......... جيمس باري

ليست الحياة متعة فحسْب :

يقول صلى الله عليه وسلم : (( رحم الله رجلا ً قام من الليل فصلى وأيقظ
امرأته ، فإن أبت نضح في وجهها الماء ، ورحم الله امرأة قامت الليل فصلت
وأيقظت زوجها فإن أبى نضحت الماء في وجهه ))

إنها صورة جميلة لزوجين محبين يتذوقان حلاوة الطاعة ولذة العبادة وهي صورة تُعرض على الأنظار توجيهاً ولفتاً أن هذا حري بالزوجين .

وروي أنه لما أفضت الخلافة إلى عمر بن عبد العزيز رحمه الله سمع الناس في
منزله بكاء عالياً فسئل عن ذلك البكاء فقيل : إن عمر خير جواريه فقال :
أنه قد نزل فيّ أمر شغلني عنكن فمن اختارت منكن العتق أعتقتها ومن أمسكتها
لم يكن مني شئ ، فبكين بكاء شديداً يأساً منه !

فمن أهم واجبات المرأة وجوب مساعدتها لزوجها المصلح الداعية وحفظ آرائه
وتبليغها للناس ، وهكذا تكون المرأة للرجل ليس زوجة وغانية للسرير فقط بل
أمينة سر ( سكرتيرة ) تساعده وتشجعه ، وقد كان إغفال أغلب الزوجات لهذه
القضية سبباً في استخدام بعض الرجال أمينات سر أجنبيات عنهم مما قد يعرضهم
بسبب الاختلاط للوقوع في حبهن ـ كما يحدث كثيراًَ ـ وحدوث ما لا يُحمد
عقباه !!

وأقول كلمة للرجال :

إن إحدى الطرق الأكثر فعالية لخلق الارتباط الحميم مع شريكة حياتك وجعلها
تشعر أنك تحبها بالفعل وتهتم بها هو أن تشركها فيما يجري في حياتك ،
فتشاركها مثلا ً في تفاصيل يومك ، فالحديث عن الخبرات والتجارب اليومية
يدعوها للدخول في حياتك بعمق أكثر ويخلق شعوراً عميقاً بالارتباط كما لو
أن عالميكما المنفصلان قد اتحدا وصارا عالماً واحداً .

إن المرأة السوية عاطفياً ستشعر بالمزيد من القرب عندما تشاركك ما تواجهه من مصاعب لأنها ستدرك أنك تفتح قلبك لها .

أشركها في القرارات التي تحتاج أن تقوم بها فذلك يؤثر في عواطفها لأنك
عندما تخفي ما يدور في ذهنك ولا تناقشه معها تشعرها بأنها مهملة .

منقول