رحاب دنيا ودين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


»•¤©§|§©¤•» موقع, اسلامى, اجتماعى, ثقافى, برامج, كمبيوتر, وانترنت «•¤©§|§©¤•«
 
الرئيسيةمنتديات دنيا ودأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حكم إتيان الكاهن والساحر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بنت الاسلام

بنت الاسلام


عدد الرسائل : 290
الرتبه : حكم إتيان الكاهن والساحر 16051514
تاريخ التسجيل : 21/03/2008

حكم إتيان الكاهن والساحر Empty
مُساهمةموضوع: حكم إتيان الكاهن والساحر   حكم إتيان الكاهن والساحر I_icon_minitimeالإثنين يونيو 16, 2008 4:43 pm

Very Happy

ذهب جمع من أهل العلم إلى أن إتيان الكاهن له أحوال منها: أن يسأله سؤالا بدون أن

يصدقه, فهذا لا يقبل له صلاة أربعين ليلا, لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (( من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلا )). ومنها: أن يسأله ويصدقه, فهذا كافر كفرا أكبر مرتد لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (( من أتى كاهنا فصدقه بما ذهب جمع من أهل العلم إلى أن إتيان الكاهن له أحوال منها: أن يسأله سؤالا بدون أن يصدقه, فهذا لا يقبل له صلاة أربعين ليلا, لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (( من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلا )).

ومنها: أن يسأله ويصدقه, فهذا كافر كفرا أكبر مرتد لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (( من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد )). وهو حديث صحيح. ولأن تصديقه في علم الغيب تكذيب لقوله تعالى: { قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله }.

انظر تيسير العزيز الحميد للعلامة سليمان بن عبد الله (2/720-727, ط العتيبي), والقول المفيد للشيخ العثيمين (2/533, ط4), وفتاوى اللجنة الدائمة (1/621)

لكن ما ذهب إليه هؤلاء العلماء الأفاضل فيه بحث ونظر؛ وذلك أن الحديث الذي استدلوا به على أن من سأل كاهنا لا تقبل له صلاة أربعين ليلا قد أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن محمد بن المثنى عن يحيى بن سعيد عن عبيد الله عن نافع عن صفية عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم - وهي حفصة – عن النبي صلى الله عليه وسلم. لكن رواه الإمام أحمد عن يحيى بن سعيد به بلفظ: (( فصدقه )) بدل (( فسأله عن شيء )). وهذا إسناد صحيح فيتعين الأخذ بها سواء رجحناها على رواية الإمام مسلم لأن الإمام أحمد أوثق من محمد بن المثنى, أو جمعنا بين الروايتين بأن نقول: في رواية أحمد زيادة ثقة لأن التصديق لا يكون إلا بعد السؤال فلا منافاة بينهما.

وعليه فلا يترتب الحكم المذكور – عدم قبول الصلاة أربعين ليلا - على السائل إلا إذا صدق الكاهن, مع أنه لا ريب ألبتة أن فعله محرم وأنه آثم ولو لم يصدق الكاهن لحديث معاوية بن الحكم السلمي أنه قال: قلت: يا رسول الله, إن منا رجالا يأتون الكهان؟ قال: (( فلا تأتهم )).

وقد قال العلامة سليمان بن عبد الله رحمه الله: وظاهر الحديث أن هذا الوعيد مرتب على مجيئه وسؤاله سواء صدقه أو شك في خبره. اهـ لكنه ذهب إلى هذا – والله أعلم – لعدم علمه باللفظ الآخر الذي رواه الإمام أحمد فقد قال بعده: فإن الحديث الذي فيه الوعيد بعدم قبول الصلاة أربعين ليلة ليس فيه ذكر تصديقه. اهـ ومن علم حجة على من لم يعلم كما هو معلوم.

ويدل هذا الحديث أيضا على أن المراد بالكفر المذكور في الحديث الآخر: (( من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد )) الكفر الأصغر, وذلك لأنه لو كان تصديق الكاهن كفرا أكبر لا يقبل له أي عمل حتى يتوب ويرجع إلى دينه لقوله تعالى عن المشركين: { وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا }, فلا يصح أن يقيد الحكم بالصلاة وحدها لمدة أربعين ليلا. وقد رجح هذا القول الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ لما ذكرت, ولأن تصديق الكاهن فيه شبهة، لأن هذا الكاهن الذي ادعى علم الغيب يخبر بالأمور المغيبة عن طريق استراق الجن للسمع، فيكون نقل ذلك الخبر عن الجني، والجن نقلوه عما سمعوه في السماء. فقد يأتي الآتي إلى الكاهن ويقول: أنا أصدقه فيما أخبر من الغيب لأنه قد جاءه علم ذلك الغيب من السماء عن طريق الجن، وهذه الشبهة تمنع من تكفير من صدق الكاهن الكفر الأكبر. انظهر التمهيد لشرح كتاب التوحيد ص317-325, دار التوحيد. وقال المناوي رحمه الله في فيض القدير (6/23): أفاد بقوله: (( فصدقه )) أن الغرض إن سأله معتقدا صدقه, فلو فعله استهزاء معتقدا كذبه فلا يلحقه الوعيد، ثم إنه لا تعارض بين هذا الخبر وما قبله – يعني الذي فيه الوعيد بعدم قبول الصلاة أربعين يوما - لأن المراد: إن مصدق الكاهن إن اعتقد أنه يعلم الغيب كفر وإن اعتقد أن الجن تلقي إليه ما سمعته من الملائكة وأنه بإلهام فصدقه من هذه الجهة لا يكفر. اهـ

فالذي يظهر أن الصواب في مصدق الكاهن التفصيل: فإن صدقه لاعتقاده أنه يعلم الغيب المطلق الذي اختص الله به فإنه مشرك لأنه سوى غير الله بالله فيما اختص الله به وهو علم الغيب المطلق, وهو كافر لأنه مكذب للأدلة الدالة على تفرد الله بعلم الغيب كقوله تعالى: { قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله }. والله تعالى أعلم.

أما إتيان الساحر فكثير من أهل العلم على أن له حكم إتيان الكاهن, ولم أر من استدل بنص صريح على هذا القول إلا ما ورد عن ابن مسعود رضي الله عنه من قوله: (( من أتى كاهنا أو ساحرا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد )). وقد جود هذا الأثر المنذري في الترغيب والترهيب, والحافظ ابن حجر في فتح الباري (10/217), وصححه العلامة سليمان بن عبد الله على شرط مسلم (التيسير 2/272, ت العتيبي), والشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (رقم 3048). وفي ثبوت هذا الأثر بهذا اللفظ نظر, لأن الرواة قد اختلفوا في لفظة (( أو ساحرا ))؛ فقد رواه إسرائيل وسفيان الثوري والأعمش وغيرهم عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم عن ابن مسعود وفيه: (( أو ساحرا )), لكن خالف هؤلاء شعبة ومعمر وعمرو بن قيس فرووه عن أبي إسحاق بدون هذه الزيادة, ولعل هذا الاختلاف راجع إلى أبي إسحاق فإنه قد تكلم في حفظه. ولكنه قد توبع, فرواه الأعمش عن إبراهيم النخعي عن همام عن ابن مسعود بالزيادة. ورواه الأعمش عن إبراهيم عن علقمة, ومعمر عن قتادة, وسلمة بن كهيل عن حبة العرني كلهم عن ابن مسعود بدون هذه الزيادة. فالله أعلم بصحة هذه اللفظة, وعلى فرض صحتها فيحتمل أن ابن مسعود رضي الله عنه قال هذا باجتهاد منه ولذا ليس له حكم الرفع, ويرجح هذا الاحتمال أمران:

الأول: أن هذا الأثر ثبت مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ لكن من طرق بدون هذه الزيادة كما سبق, مما يدل على أنها من ابن مسعود رضي الله عنه.

الثاني: أنه قال: (( فصدقه )) والتصديق إنما يكون مقابل الخبر والذي يخبر بالأمور الغيبية هو الكاهن بخلاف الساحر فإن مهمته إنما هي الإفساد بين الناس بسحره الخبيث لا الإخبار عن الأمور الغيبية, ولذا لا يقال: صدّق فلان الساحر, مما يدل على أنها اجتهاد منه, والله أعلم. لكن يجب أن يتنبه إلى أنه لا فرق بين الساحر وبين الكاهن في الحكم عليهما بالكفر فكلاهما كافر مشرك لاستخدامهما الشياطين الذين لا يتعاونون معهما إلا بعد تقربهما إليهم بأنواع من القربات وارتكابهما أنواعا من الشرك والكفر والفجور, والعياذ بالله تعالى.

وقد ذهبت اللجنة الدائمة برئاسة الإمام ابن باز رحمه الله إلى أن إتيان الساحر له حكم إتيان الكاهن لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (( من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلا )). وقالت: العراف يعم الكاهن والمنجم والساحر. اهـ (فتاوى اللجنة الدائمة 1/563). ولم أر – مع تقصير في البحث - من نص من أهل العلم على أن اسم العراف يعم الساحر, وإنما يدور تفسير أهل العلم للعراف على أنه من يدعي علم شيء من المغيبات, كما ذكر العلامة سليمان بن عبد الله في تيسير العزيز الحمبد (2/730, ت العتيبي) بعد أن أورد كلام جمع من أهل العلم في معنى العراف. وهذا ما يشعر به مادة الكلمة فإن العراف صيغة مبالغة من (عرف) فهي تشعر بأنه من يدعي معرفة أشياء مغيبة لا يعرفها غيره.

أما قياس إتيان الساحر على إتيان الكاهن فهو قياس مع الفارق لما سبق من بيان الفرق بين مهمة الساحر ومهمة الكاهن.

وعلى هذا فلا يصح أن يقال إن حكم إتيان الساحر كحكم إتيان الكاهن وإنما يقال إتيان الساحر محرم لما فيه من التعاون على الإثم والعدوان لأن فيه إعانة الساحر على كفره وشركه وتمكينا له ونشر السحر المفسد الخبيث في البلدان, ولأن الساحر لا يفلح حيث أتى, ويخشى على الآتى إلى الساحر أن يرضى بالسحر وذلك كفر أكبر فيجب أن تسد تلك الذريعة, والله تعالى أعلم.

هذا ما تبين لي, ولا شك أن هذه المسألة والتي قبلها بحاجة إلى التحقيق ومزيد بحث ونظر لا سيما في عصرنا الحاضر الذي انتشر السحر في كثير من البلاد الإسلامية – إن لم يكن معظمها -, حتى دخل في الأواني الأخيرة بيوت كثير من المسلمين عن طريق قناة السحرة الخبيثة بسبب جهلهم بحقيقة السحر والكهانة غالبا. ولذا أرجو من الإخوة المشاركين من طلبة العلم والمشرفين المشايخ إبداء ملاحظاتهم على ما كتبت وآرائهم في المسألتين المبنية على الحجة والبرهان وكلام أهل العلم الربانيين وبيان الخطأ من الصواب, وجزى الله من أفاد خيرا.

وفي الختام نسأل الله أن يطهر بلاد المسلمين من السحر والكهانة وجميع أنواع الشرك والبدع والخرفات, إنه ولي ذلك والقادر عليه, وهو المستعان. والحمد لله على كل حال وصلى الله وسلم على نبيينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين.
</B>
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حكم إتيان الكاهن والساحر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
رحاب دنيا ودين :: منتـــــدى رحـــــــــــــــاب العــــــــام-
انتقل الى: